كيف نعلم الطفل المهارات القرائية
يقول ليننبرغ في كتابه الأسس البيولوجية للغة أن تطورها عند الإنسان يرتبط بدرجة كبيرة بالسن، وعلى وجه التحديد يرتبط بالنمو والتطور الحرفي للكائن الحي، وتلعب البيئة دورا هاما في تطور اللغة ودلالتها، فاللغة أمر مكتسب وليس من قبيل الفطرة، ولو فطر الإنسان على اللغة لما تعددت اللغات. ومهارة القراءة تتطلب نضج حاستي البصر والسمع حتى يتمكن الطفل من التمييز بين حروفها وأصواتها، ولو ثبت أن التقدم في القراءة مرتبط بحركة العينين لما ثبت أن تقدم النطق مرتبط بحركة الحلق واللسان والشفتين، ومهارة القراءة تقتضي أن لا يعجز الطفل عن معرفة وتمييز أي حرف ولا أية كلمة تمييزا بصريا ولا عن نطقها بطبيعة الحال في القراءة الجهرية.
كما تقتضي أن لا يتوقف أو يرجع ببصره إلى الوراء للتثبت من حرف أو كلمة، أي أن لا يتعثر في القراءة، لأن التعثر ينتج عادة من توقف أو من رجعة. وقد ثبت أن لحظات التوقف والرجعة تقل تدريجيا إلى أن تزول تماما كلما كبر الطفل وازدادت سيطرته على المهارات الحركية المتصلة بالقراءة مع انتقاله إلى المراحل الأعلى في المدرسة. والقراءة هي مفتاح التعلم النظامي التي تشتمل على عمليات عقلية ذهنية إلى جانب العمليات الحركية، ولابد من توافر بعض الشروط الأساسية قبل أن يصبح الطفل قادرا على القراءة الفاهمة الواعية وهذه الشروط هي:
1- النضج العضوي لحاستي البصر والسمع، والقدرة على النطق السليم للحروف والأصوات.
توافر الشروط الاجتماعية والحوافز العاطفية التي تتمثل في مدى اهتمام بيئة الطفل بالقراءة والكتب، كما تتمثل في .
2-حرص الوالدين وحثهم أولادهم على الإقبال على القراءة
3- الاستعداد الحسي الإدراكي للقراءة، فأمراض العين والأذن أو إصابتهما بعاهة من العاهات تشكل عقبة كبرى في تعلم القراءة، ولإدراك أهمية الجانب الحركي علينا أن نعرف أن القراءة تستلزم القيام بحركات متنوعة في تتبع الكلمات والأسطر بالبصر، وأن فرز الحروف والكلمات يستدعي القيام بعملية تآزر وتنسيق في عضلات العينين، فالقراءة تتطلب تظافر الوظائف البصرية والسمعية والصوتية، وأي نقصان في إحدى هذه الوظائف عن الحد السوي قد تكون عقبة أمام إتقان مهارة القراءة.
إن النقطة التي ينبغي أن يلتفت إليها المعلم هي أن الأطفال جميعهم لا يتحقق لهم النضج الجسمي والحسي والحركي في عمر واحد، ولذلك ينبغي أن ينوع في نظرته للأطفال وتوقعاته منهم، وأن مقارنة الطفل بغيره من الأطفال في نفس العمر الزمني محدودة الأهمية من الوجهة التربوية.
ملاحظة: لوحظ أن الطفل العادي عندما يلتحق بالمدرسة تكون حصيلته اللغوية (2500) مفردة كما أنه قادر على استخدام جمل في تعبيره الشفوي تتكون الواحدة منها من خمس كلمات تقريبا. ويستطيع الطفل في هذه السن أن يعرف أشكال الحروف الأبجدية، ويستدل من ذلك عن بدء استعداد الطفل للقراءة.